سفيرة كانون Canon تسنيم السلطان تتحدث عن تحطيم الصور النمطية للجنسين من خلال التصوير الفوتوغرافي

بواسطة Ahmed Zaky

مينا نيوزواير: اشتهرت المصورة الوثائقية السعودية الأمريكية تسنيم السلطان بعملها في القضايا المتعلقة بالجنسين والقضايا الاجتماعية في المملكة العربية السعودية والشرق الأوسط. وقد جلسنا معها للحديث عن كيفية استخدامها للتصوير الفوتوغرافي لتغيير الروايات التي تحيط بالنساء والرجال في المملكة العربية السعودية، وأهمية وجود تمثيل أكبر خلف العدسة.

بدأ اهتمام تسنيم بالتصوير عندما كانت في التاسعة من عمرها وطلبت من والديها كاميرا بمناسبة عيد ميلادها، فاشتريا لها كاميرا رخيصة بها حوالي 30 إطارًا، استخدمتها لتوثيق كل شيء.

أما من الناحية المهنية، فكان لا بد من الانتظار حتى عام 2010 حتى تبدأ تسنيم مسيرتها المهنية، وقد بدأ الأمر عندما انتقلت إلى السعودية مع بناتها وكلها رغبة في تصوير هذه الخطوة وتجاربهن خلالها. لم تكن تسنيم تعرف في ذلك الوقت كيفية استخدام الإضاءة أو إعدادات الكاميرا والوظائف اليدوية فيها. لقد كانت تمتلك الأدوات، لكنها كانت تفتقر للمعرفة. ومع ذلك، استطاعت الالتفاف على هذا النقص بالتجربة والاستكشاف، وحصلت على بعض الصور التي انتهى بها المطاف إلى مشاركتها على فيسبوك، وكان أن تلقت حوالي 1000 إعجاب، ومجموعة من الرسائل من أشخاص أرادوا منها التقاط صور لأطفالهم. وبدأت تسنيم مسيرتها، فصورت الناس بالكاميرا وطبعت الصور في المنزل لإرسالها إليهم، واليوم، تُعرض صورها التي تظهر النساء السعوديات في مهرجانات التصوير حول العالم.

ولما سألناها عن العوائق التي قد تكون واجهتها كمصورة وكيف تغلبت عليها؛ أخبرتنا أنها في الوقت الذي بدأت فيه التصوير، كانت تعمل مُحاضِرة تدرس اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، ولم يكن لديها أي خلفية عن التصوير الفوتوغرافي، بل إن درجة الماجستير التي تحملها كانت في الأنثروبولوجيا، لكن حلمها كان دائمًا أن يكون لعملها لمسات فنية. ولما كانت لم تتوقع أبدًا أنها ستصبح مصورة محترفة في يوم من الأيام، كان العائق الذي واجهته عائقًا ذاتيًا بشكل أو بآخر. لقد كان عقبة نفسية داخلية، إذ لم تعتقد تسنيم أن في نفسها القدرة على القيام بذلك. ومع ذلك، وبعد عام أو نحو ذلك قضته تسنيم في التقاط صور لأطفال الناس، عُرض عليها تصوير حفل زفاف. وعند هذه اللحظة، تيقنت من ضرورة الاهتمام بنفسها والاستثمار في تطوير قدراتها كمصورة فوتوغرافية، لأنه عندما “يدفع لك شخص مقابل توثيق حفل زفافه، فلا بد أن تعرف كيفية استخدام أدواتك ومعداتك وأن تتوقع متى تأتي تلك اللحظات الخاصة لتكون جاهزًا لالتقاطها.”

تحدثت تسنيم عن الإلهام الذي كان وراء تصوير القضايا المتعلقة بالجنسين والقضايا الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، فقالت: “حسنًا، يعكس تصويري الفوتوغرافي ما كنت أركز عليه في أطروحتي حول النساء السعوديات وفهمهن لأنفسهن فيما يتعلق بالرجال السعوديين. وعلى الرغم من أنه يوجد في السعودية مجموعة متنوعة من الناس من خلفيات وأعراق وثقافات مختلفة، لكن ما يجمعهم كلهم هو نظرتهم للنساء على أنهن أقل شأنًا من الرجال. وأذكر أنه حتى عام مضى، كان والدي هو الوصي القانوني الذكر علي، وقد سمح لي بالسفر، لكن العديد من النساء لا يسمح لهن أولياء أمورهن من الرجال بذلك.

والآن، بدأنا نشهد التغيير في هذه الأمور بالقيادة الحكيمة لولي العهد، فعلى سبيل المثال، أصبحت المرأة الآن قادرة على القيادة. يختلف تحليل هذه التغييرات في أطروحة مكتوبة كثيرًا عن توثيقها في أرشيف مرئي، ولهذا السبب أشعر بالحماس الشديد لالتقاط هذه التغييرات الاجتماعية الثقافية، وسأكون قادرة في يوم من الأيام أن أجعل بناتي يرين كيف تغيرت الأمور بالنسبة للنساء “.كما عبرت تسنيم أيضًا عن ميل الصور لتصوير النساء السعوديات على أنهن ضحايا، ولشيطنة الرجال، على الرغم من أن هذه الفكرة ليست دقيقة دائمًا. فأجداد تسنيم أصروا على معاملة جميع بناتهم نفس معاملة أبنائهم، ودعم جدها والدتها لتذهب إلى المدرسة، وهي أستاذة وعميد إحدى الجامعات. وفي الحقيقة، أصبح العديد من النساء من جيلها طبيبات ومهندسات ورئيسات تنفيذيات. لقد نشأت محاطة بالنساء اللاتي كان لديهن مسيرات مهنية، وهذا لا يشبه الصورة النمطية المعتادة للنساء السعوديات التي تصورهن على أنهن “أميرات لا يعملن خارج المنزل”. ” ينسى الناس أن التغيير الذي نراه ليس شيئًا حدث بين ليلة وضحاها، بل إنه يحدث منذ أجيال وقد فرضه والداها وأجدادها.”

تتمثل مهمة تسنيم في تصوير النساء السعوديات باحترام أكثر مما يُمنحن في العادة. تقول تسنيم: “يمكنك دائمًا معرفة ما إذا كانت صورة امرأة سعودية قد التقطتها امرأة أخرى أو مواطن محلي، لأنه سيترك مساحة لقصته الخاصة. أحب تصوير النساء السعوديات بالطريقة التي يرون بها أنفسهن، أتركهن يوجهنني عندما ألتقط صورهن، وعادة ما يختارون الموقع وما يرتدونه.”

وعند الحديث عن أهمية وجود أنثى خلف العدسة، تقول تسنيم: “من الأهمية بمكان أن يكون لديك تمثيل، فحتى لو لم أكن أقوم بتوثيق النساء السعوديات في علاقتهن بالرجال السعوديين، يجب أن أكون قادرة على التعامل مع موضوعاتي بما يتجاوز مجرد رؤيتهن كصورة نمطية. لقد همّش بقية العالم الكثير من النساء في هذا الجزء منه، ووضعهن في قوالب نمطية. وهذا الفعل ضار ومجحف إلى أقصى حد. فأولئك النسوة لا يعانين من وجهة النظر هذه من الرجال السعوديين فحسب، بل من بقية العالم أيضًا.”

عندما تصوّر تسنيم شخصياتها، فإنها تمنحهن تفويضًا لتوجيهها بالطريقة التي يريدن أن يُنظر إليهن بها، فحتى لو كانت إحدى النساء اللواتي يجسدن موضوعاتها قد تعرضت للإساءة أو الإيذاء، إلا أن تسنيم لا تريد تصويرها على أنها ضحية فحسب، إذ أن العديد منهن بطلات خارقات. وعلى سبيل المثال، كانت إحدى النساء اللواتي صورتهن ترغب في إنهاء زواجها، فما كان منها إلا أن وجدت لزوجها زوجة ثانية، ودفعت مهرها ثم تطلقت منه. في هذه الحالة، لن يكون دقيقًا أن تصورها تسنيم على أنها مجرد شخص تعرض للإيذاء الجسدي والعاطفي، في الوقت الذي كانت تمتلك فيه ما يكفي من القوة للقيام بما قامت به وتحرير نفسها. “هناك الكثير من النساء اللواتي تجاوزن عقبات وقيود المجتمع والدين وحتى حكومتنا. ولهذا السبب من المهم أن يكون لديك مصورون قادرون على ربط أنفسهم بالشخصيات التي يصورونها، ومحاولة فهمهن على مستوى أعمق- وليس فقط من خلال التقاط صورة نمطية.”

وبخصوص ما يمكن أن يمنحه التصوير إلى هذه الروايات مما لا تستطيع الكلمات كتابته، تقول تسنيم إنه بدلاً من كتابة أطروحة لا يقرأها سوى عدد قليل من الناس، يمكن لصورة واحدة أن تكون مذهلة بقدر كتاب كامل. “إذا كانت هذه اللقطة تثير المشاعر، فقد نجحت في عملي كمصورة. هذا هو هدفي. أن يكون لي تأثير على الناس في جميع أنحاء العالم الذين قد لا يحصلون على فرصة لمقابلة هؤلاء النساء. أريد تغيير الطريقة التي يرى بها بقية العالم النساء السعوديات ومساعدة الناس على التفاعل والتعاطف معهن. على المستوى العاطفي، نحن جميعًا متشابهون، فنحن نحزن ونحتفل بالطريقة نفسها، ولكن الكثير من الاختلافات التي نراها تصورها وسائل الإعلام.”

كان حلم تسنيم هو طباعة صورها وعرضها في مكان ما خارج الشرق الأوسط. وقد عرضت صورها بالفعل في مهرجان للصور في نيبال وكان تأثيرها مذهلاً. كانت تسنيم متخوفة بعض الشيء قبل المهرجان مما سيكون عليه رأي النيباليين عن المرأة السعودية، لكن ما اختبرته كان مختلفًا تمامًا. “أتذكر أنني كنت في المهرجان وتوقف رجل نيبالي ونظر إلى إحدى الصور وقال: “يمكنني أن أشعر بهذه المرأة. لقد طلقت لتوي وأنا أصلاً ابن لأبوين مطلقين.” وقال آخر: “آه، أشعر بما يجمعني مع هذه المرأة والنضال من أجل تربية أطفالي بمفردي.” لقد استطاعوا مشاهدة ما وراء الملابس والمنازل ورأوا الإنسان الذي يقف داخلها. وهذا هدفي كمصورة تسعى لكسر بعض تلك الحواجز.”

إذا كنتِ مصورة صحفية ألهمتها قصة تسنيم، فلماذا لا تفكرين بتقديم طلب للحصول على منحة المصورة الصحفية من كانون.
سيتم فتح باب التقديم في 15 مارس 2022.

نبذة عن تسنيم السلطان:
ولدت تسنيم السلطان في الولايات المتحدة وترعرعت بين المملكة المتحدة والسعودية حيث تقيم حاليًا، وهي مصورة استقصائية وراوية قصص ومسافرة عالمية. وبعينها الفضولية والكاميرا في يدها، تقدم وجهات نظر حميمة وفريدة من نوعها في الحياة اليومية لشخصياتها التي تصورها، وتروي قصصهن من قلبها بينما تسعى جاهدة لإضفاء الطابع الإنساني على واقعهن وربطه بجماهيرها. ويركز عملها إلى حد كبير على توثيق القضايا الاجتماعية والموضوعات القائمة على الحقوق في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج العربي من المنظور المتعلق بالجنسين، وتحدي التصورات النمطية للشرق الأوسط، وتصوير منطقة وأشخاص لا يطابقون التوقعات.

مقالات ذات صلة

مينا نيوزواير هي شركة الإعلام التكنولوجي والتي تعمل على إعادة تشكيل مستقبل توزيع الأخبار باستخدام نموذج تقديم الأخبار SaaS الخاص ودمج الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وإرشادات مشرفي المواقع من جوجل وتقنيات تحسين محركات البحث المتطورة لتقديم نتائج مضمونة.

© 2021 مينا نيوزواير | كل الحقوق محفوظه